إن التقدم التكنولوجي الذي تعرفه الإنسانية، أدى إلى تعاظم تأثير الإنسان في بيئته، مما نتج عنه ظهور العديد من المشكلات البيئية، التي تهدد الإنسان والبيئة معا، كالتلوث، الاستنزاف، التصحر واختلال التوازن الطبيعي.
من هنا جاءت ضرورة الاهتمام بالبيئة داخل المؤسسات التعليمية، وذلك بـتأسيس نوادي بيئية الغاية منها، إكساب التلميذ القيم البيئية والسلوكات الإيجابية التي تنظم سلوكه وتمكنه من التفاعل مع بيئته الاجتماعية والطبيعية، بما يساهم في حمايتها، وحل مشكلاتها واستثمارها استثمارا مرشدا، فما هي النوادي البيئية ؟ وما هو دورها في ترسيخ السلوك البيئي السليم ؟
في التعريف وخطوات التأسيس
النادي البيئي عبارة عن بنية تربوية داخل المؤسسة التعليمية، تضم مستفيدين ومنشطين، لهم إيمان وقناعة بأهمية البيئة وبضرورة المساهمة في حمايتها، والحفاظ عليها، من خلال المؤسسات التعليمية.
إن التربية على البيئة والتربية على السلوك السليم، لا يتحققان من خلال دراسة البيئة في حد ذاتها، وبمجرد تدريس المعلومات والمعارف مثل المشكلات البيئية كالتلوث وتدهور الوسط الحيوي واستنزاف الموارد، وإنما طموحها أكبر من ذلك يتمثل في بندين هما
1- إيقاظ الوعي البيئي.
2- تنمية القيم التي تحسن من طبيعة العلاقة بين الإنسان والبيئة.
تفعيلا لهذه البنود السالفة الذكر، ونظرا للجوانب الإيجابية للنوادي البيئية في تنمية شخصية الطفل، نقترح ضرورة تأسيس أندية لحماية الطبيعة بالمؤسسات التعليمية، تحت مسميات من مثل : المدرسة صديقة البيئة أو المدرسة الخضراء أو نادي أصدقاء البيئة أو نادي حماية الطبيعة ... إلخ
على أن الوسيلة الرئيسية والفعالة لتنمية هذا الوعي البيئي لدى الطلاب هو إدخال التربية البيئية ضمن برامج التعليم العام، وليس جعلها أنشطة موازية يمكن الاستغناء عنها في أي وقت.
يمكن إجمال خطوات خلق النادي البيئي بالمؤسسة فيما يلي
- التشاور مع المدرسين الذين لهم اهتمام بالأنشطة المدرسية أو المهتمين بالقضايا البيئية.
- يجب أن لا يتعدى عدد المدرسين والمهتمين ثلاثة أو أربعة أعضاء لضمان تنسيق وتواصل جيدين.
- موافقة مدير المؤسسة وإخبار النيابة بمراسلة حول موضوع تأسيس نادي بيئي.
- القيام بحملات إخبارية داخل المؤسسة وخارجها للتعريف بدور النادي البيئي والتحسيس بأهمية المحافظة على البيئة.
- وضع إعلانات بالمجلة الحائطية أو ملصق أو زيارات للأقسام تعلن عن تأسيس نادي بيئي بالمؤسسة.
- اختيار أعضاء النادي من بين تلاميذ المؤسسة، مع التركيز على المستويات الأولية في كل سلك، لضمان حياة أطول للنادي، ويجب أن لا يتعدى عدد الأعضاء 15 عضوا، ليسهل التواصل معهم، وفيما بينهم.
- بعد عملية اختيار أعضاء النادي، يعقد اجتماع يتم خلاله تعارف أعضائه، بعد ذلك يفتح نقاش حول البيئة وأهميتها ومشاكلها واقتراح الحلول الممكنة لها.
النـوادي البيئيـــة
نشاطهــا وأهدافهـــا
إن ممارسة النشاطات البيئية بأسلوب إبداعي ومميز ومتفهم لعناصر البيئة وأهمية المحافظة عليها، لخليق بها أن تعمل على ترسيخ المفاهيم التربوية، لتصبح قيمة مجتمعية تمارس يوميا بشكل حضاري وإنساني، لحماية الإنسان والبيئة بشكل جيد، ومن أهم نشاطاتها :
- دراسة المشكلات البيئة المحيطة بالبيئة المدرسية.
الرحلات و الزيارات الميدانية ( السياحة البيئية) للمناطق الأثرية و الطبيعية.
الإحتفال بالمناسبات البيئية ( اليوم العالمي للبيئة).
المجالات الإبداعية الفنية و الثقافية من وحي البيئة المحلية و الوطنية.
النشاطات المدرسية ( البيئية ).
ترشيد استهلاك المياه، الغذاء، الطاقة، الموارد الطبيعية.
أما الأهداف من تنفيذ هذا المشروع في المدارس فهي متعددة نذكر منها :
1- اكتساب التعلم الذاتي بالنسبة للتلاميذ .
2- التواصل مع الآخر و الانفتاح على المحيط .
3- اجتناب التبذير، وترشيد استعمال الموارد الطبيعية .
4- الاعتياد على تحمل المسؤولية و العمل الجماعي و التعاوني.
5- المحافظة على البيئة ووقايتها من التلوث.
6- اكتساب سلوكات إيجابية تجاه البيئة.
7- زيادة المساحات الخضراء في المدارس.
ختامـا يمكن القول أن الإنسان هو مشكلة البيئة الأول، لذا فقد أصبح من الضروري أن يتجه الجهد إلى توعيته وتربيته تربية بيئية، وهذا لن يتحقق إلا بإدخال التربية البيئية ضمن برامج التعليم، وكذا تأسيسا لنوادي البيئية في المؤسسات التعليمية بغاية تحقيق الخدمة التربوية و الاجتماعية و البيئية المرجوة، لمساعدة الطفل على النشوء و الارتقاء داخل محيطه الاجتماعي.